قفصة==============تطاوين==============صفاقس ============== قابس
مدنين ==============قبلي ==============توزر

Menu

  • الصفحة الرئيسية

  • الفايسبوك

  • mercredi 11 mars 2015

    الجنوب التونسي

    يوم زائر الجنوب التونسي غالبا ما يكون زاخرا بالمفاجآت والإكتشافات الرائعة، فبساط الرمال الذهبية الذي يمتد على طول النظر والمزخرف بالواحات الخضراء التي تمتاز بشموخ نخيلها وعذوبة المياه المتفجرة فيها، يعطي رونقاً خاصاً لصحراء الجنوب التونسي التي تشكل مساحتها ربع مساحة الجمهورية التونسية والتي تقع على مسافة 530 كيلومترا جنوب شرق العاصمة،
    كما أن موقعها الإستراتيجي بين ليبيا والجزائر جعلها وجهة للقوافل التجارية طيلة قرون ماضية. أما مدينة تطاوين التي تحتل القلب من هذه المنطقة، فهي أكبر المدن الصحراوية في تونس، سكنتها قبائل البربر التي تأثرت بحملة «بني هلال» وزحف القبائل العربية التي حملت البربر على الإنتقال إلى رؤوس الجبال لبناء قراهم التي لا يزال بعضها قائماً.
    القصور الصحراوية
    تعتبر القصور الصحراوية في الجنوب التونسي التي يبلغ عددها 150 قصراً، من أهم الثروات السياحية وقد صنفت كنموذج على عراقة فن المعمار وتفرده، وكان البربر أول من أقام فيها وبنوا قراهم على رؤوس الجبال خوفاً من الاحتلال، وقد أعيد ترميم بعضها لتوظيفها سياحياً ولتبقى شاهداً على الحضارة التي شهدتها تلك المنطقة.
    والقصر الصحراوي عبارة عن بناء يتألف من غرف نوم كثيرة قد يصل عددها إلى الثلاثمائة غرفة طينية، صنعت من مواد أولية بسيطة وبدائية مثل الحجارة والطين وجذوع النخل، ويتقدم القصر المدخل الرئيسي الذي يقود إلى ساحة كبيرة تتوزع فيها الغرف حول الجهات الأربع مُشكلة طوابق عدة تصل أحيانا إلى الأربعة وتربط بينها مدارج صغيرة ضيقة بني معظمها بأعواد الزيتون وخشبه القوي ثبتت بطريقة صلبة على الجدران لتسهل على السكان التنقل بين الغرف.
    وتمتاز أسقف الغرف بالانحناء نصف الدائري الذي يساعد السكان على تحمل حرارة الصيف وبرودة الشتاء، أما أيام المواسم والأعياد فتتحول ساحات هذه الغرف التي تسكنها عوائل عدة إلى أماكن للسهر والسمر والأفراح وإلقاء الشعر الشعبي الذي يتميز به سكان تلك المنطقة بالذات.
    ويعتبر قصر حدادة الذي أصبح فندقاً سياحيا، من أهم القصور الموجودة في تلك المنطقة لخصوصية بنائه وطبيعته الفريدة، ونذكر من أهم هذه القصور «قصر أولاد سلطان» الذي تم ترميمه مؤخراً ليستقطب بعض الأنشطة الثقافية، و«قصر أولاد دباب» الذي تحول إلى فندق ومقهى للسياح،
    و«قصور الدويرات» التي تتميز بالسحر والجمال على الرغم من أنها مهجورة في الوقت الحالي، وتعد قرية الدويرات التي تحوي هذه القصور من بين القرى القليلة التي مازال أهلها يتكلمون البربرية ويتميزون بجمال عيونهم الخضراء وببشرتهم البيضاء الصافية.
    تطاوين والأساطير
    يؤمن أهالي تطاوين وهي تعني «العيون» باللهجة البربرية، بالأسطورة التي يتداولها الناس هناك، وهي أن أصحاب الكهف أو«الرقود (النيام) السبعة» كما يطلقون عليهم، مدفونون في منطقة «شنني» التابعة لتطاوين، وقد أختاروا كهفاً ليستريحوا فيه فاستفاقوا بعد قرنين من الزمن
    ليكتشفوا أن أجسامهم زادت أمتاراً وأن كل شيء في الخارج قد تغير، فقرروا العودة إلى كهفهم ليناموا إلى الأبد، وقد بنى أهالي «شنني» مسجداً قريباً من قبور «الرقود السبع» في وسط الصحراء أصبح وجهة للزوار من كل حدب وصوب يأتون للإطلاع على تفاصيل القصة كما يرويها شيوخ القرية . الديناصورات عاشت فيها أيضاً !!
    ويلاحظ الزائر لمدينة تطاوين كثرة المجسمات الخاصة بالديناصورات والمنتشرة في شوارع المدينة وفي سفوح الجبال العالية، وذلك بعد أن تم اكتشاف حفريات لهذه الحيوانات المنقرضة تشير إلى أن الديناصورات عاشت في جنوب تونس منذ أكثر من 100 مليون سنة، وبالتحديد في سهول «غندوانة» الشاسعة التي كانت تشقها أنهار عديدة وتغطيها غابات كثيفة، حيث مازالت الحفريات والأبحاث متواصلة في المنطقة للكشف عن المزيد من الأسرار المدفونة في جوف الصحراء.
    وبالإضافة إلى بقايا الديناصورات تم اكتشاف العديد من الحفريات البحرية مثل المتحجرات والطحالب والإسفنج، وهي تعتبر شاهدا على ميلاد محيط «التيتس» منذ أواخر الحقب الجيولوجية الأولى «260 مليون سنة» قبل التاريخ، وقد تشكلت هذه الحفريات بعد أن أنخفض منسوب مياه بحر «التيتس» الذي كان يغطي تلك المنطقة في السابق.

    Aucun commentaire :

    Enregistrer un commentaire